09 May |2024
نقـف بصمـت وخشـوع فـي مدرسـة كربلاء، وأمـام سـيدة كربلاء، أمـام شـموخ زينب(ع) بطلــة كربلاء هــذه المدرســة التــي مُزجــت فــي حــدق التاريــخ بالعِبــرة والعَبـرة، لذلـك تغشـى الأقلام الحيـرة ويصيبهـا العجـز حينمـا يتنـاول الموضـوع قدسـية روحهـا وأبعـاد شـخصيتها، ولاسـيما إن كان الموضـوع يتعلـق بقـدرة هـذه الـروح السـماوية فـي إدارة المحـن والأزمـات. امتلكـت السـيدة زينـب (ع) خصائـص شـخصية حولـت مـن خلالهـا الأزمـة إلـى انعطافـة فـي النصـر فصنعـت التاريـخ فـي حمـل قضيتهـا، وهـي تسـلط الأضواء علـى مواقـع الظلامـة، وتقـوم بـدور تأجيـج العواطـف و إلهـاب المشـاعر، أثنـاء الواقعة وبعـد الواقعة. نحـن اليـوم بأمـس الحاجـة لطـرح نمـاذج مـن تراثنـا الإسلامي العريـق لتكـون لنــا قــدوة، وليــس هنــاك أروع مــن نمــاذج بيــت النبــوة والوحــي، فــالإرث الفكــري والروحـي والتربـوي الـذي صنعتـه لنـا سـيدة التاريـخ زينـب مهـم جـداً ونحـن بأمــس الحاجــة لمثــل هــذا الإرث، فلقــد واجهــت الســيدة زينــب فــي مســيرتها عنـده، الكثيـر مـن الرزايـا والأزمـات وانتصـرت عليهـا، فهـذا الإرث يسـتحق الوقـوف والتمعـن بمضامينـه العلميـة والفكريـة والتربويـة.
08 May |2024
قــد جســد أهــل البيــت(ع) رجــالاً ونســاءً- النمــوذج الأســمى والأكمــل للشـخصية الإسلامية والمثـل الأعلى للإقتـداء، وأُعطوا في كل حركاتهم ومسـيرتهم أســمى الصــور التــي رســمها القــرآن الكريــم للإنســان، وحددتهــا الســماء لإنســان المشــروع الإلهــي. و مـن بيـن الذيـن جسـدوا هـذه الشـخصية المتكاملـة الأبعـاد للإنسـان القرآنـي هـي الحـوراء زينـب(ع) التـي طبعت بصمتهـا في كل الميادين سـواء التي تخص مياديــن المــرأة وطبيعتهــا الفســيولوجية مــن خصائــص نفســيّة وعفــة وحجــاب، حيــث لــم يمنعهــا ذلــك مــن أن تكــون الثائــرة والمفكــرة والمغيــرة للتاريــخ، أو مــا يخـص المياديـن العامـة التـي تشـارك الرجـل فيهـا مـن النشـاط الولائـي والفكـري والسياسـي والثـوري والجهـادي، حيـث كانـت مـن أعظـم الشـخصيات النسـائية المؤثــرة فــي التاريــخ، فقلبــت الــرأي العــام ووضحــت الأحــداث المرتبطــة بواقعــة كربلاء، فـكان لهـا حضـوراً فـي حفـظ خـط الولايـة، ونقـد للسـلطات وكرسـي الخلافـة وسـير الأحـداث والمسـار المنحـرف للـرأي العـام، إذ خاضـت تجربـة الدفـاع عـن الولايـة والنقـد والتصحيـح فـي أقسـى ظـروف تمـر بهـا امـراة، وأوجـع جريمـة اقترفـت بحـق أهـل بيتهـا عليهم السلام، إلا أنهـا وقفت بعفّة وكرامة وصمـود توضح الحقائق وتشـير بإصبـع النقـد للطغـاة وتشـخّص فـي قلـب التاريـخ الصحيـح والسـقيم مـن الأحـداث.
08 May |2024
إن الغاية من هذه المقالة هو أن نوصل القارئ إلى جملة من الأهداف: أولا: هـو الوقـوف على كل شـبهة وردت حـول ذلـك النسـب الطاهـر، كشـبهة الأصـلاب الطاهـرة والأرحـام المطهـرة؛ فلا يمكـن أن يـودع المعصوم -والعيـاذ بالله- فـي صلـب غيـر طاهـر أو ليـس بموحّـد أو أنّه يبقـى فـي رحـم غيـر مطهـر، وذلـك مـن خـلال التحليـل والإيضـاح ودعمهمـا بالأدلـة الدامغـة مـن الروايـات الشـريفة. ثانيــا ً : ذكــر نســب نبينــا محمــدا َّ خاتــم الرســل والــذي ضــم لــه الله تعالــى كل الشـرائع السـماوية تحـت لـواء دينـه مكرمـة لـه، فذكـر الآبـاء والأجـداد فـي بحثنـا هـذا لكـي يتنـو ً ر القـارئ ويـزداد علمـا بالأحـداث. ثالثــا َّ : هــو كشــف زيــف الوضاعيــن للأحاديــث الشــريفة حــول بعــض الشــخصيات التــي تنتســب لذلــك النســب الطاهــر، ولشــخصية عقيلــة الوحــي الطاهــر، أمثــال محمــد بــن الحنفيــة وعمهــا عقيــل بــن أبــي طالــب. رابعـا: الإسـتفادة مـن الخصوصيـات التـي امتـازت بهـا السـيدة زينـب بنـت علي كعلمهــا وصبرهــا وجهادهــا فــي مقارعــة الظالميــن.
08 May |2024
أعطـى الديـن الإسلامي لمفهـوم العبـادة أهميـة كبيـرة، وذلـك لأنـه الهـدف مــن خلقــة الإنســان ومجيئــه إلــى هــذه المعمــورة. فــي هــذا المقــال سُــلّط الضــوء علـى مفهـوم العبـادة علـى محوريـن، تنـاول الأول منهمـا شـموليّة مفهـوم العبـادة ومــا يحتويــه علــى مصاديــق تختلــف عــن الطّقــوس الدينيـّـة مــن قبيــل الصّبــر وخدمـة العيـال والعفـاف مسـتندين فـي ذلـك علـى أحاديـثٍ مـن السـنة الشـريفة. وتطــرّق المقــال إلــى اســتمراريّة العبــادة وذكــر آلياتهــا مــن قبيــل تلاوة القــرآن والدعـاء والتّسـبيح، ثم بيّنـا أنّ العبـادة لهـا شـروط للقبـول كالإيمـان الراسـخ بـالله تعالــى والتقــوى والــورع والولايــة، وأنّ للعبــادة درجــات أقلّهــا عبادتــه تعالــى شــكراً لأنعمه، وأرقاهـا عبادتـه تعالـى معرفـة بأهليتـه. وأمـا المحـور الثاني، فحمـل عنـوان عبــادة الســيّدة زينــب (ع) وذلــك انطلاقــاً مــن لقــب (عابــدة آل علــي"ع") فقمنـا بتطبيـق مـا تـم ذكـره فـي المحـور الأول علـى هـذا المصـداق الطّاهر، حيـث كانت (ع) النّمـوذج البـارز فـي الصّبـر والعفـاف وخدمـة العيـال وأنّهـا (ع) كانـت السّـباقة الأولـى فـي العمـل باسـتمراريّة العبـادة وآلياتهـا مـن حيـث التكلّـم بالقـرآن والدّعـاء والتسـبيح، وكيف تحققـت فيها (ع) شـروط العبـادة وأنهـا احتـوت علـى كل درجـات العبـادة، مسـتندين فـي كل ذلـك إلـى الشـواهد التاريخيّـة مـن مصـادر الشــيعة الإماميّة.
08 May |2024
إنّ الهــدف مــن دراســة ســيرة أهــل البيــت عليهــم السلام، هــو الإقتــداء بهــم والسـير فـي طريقهـم فهـم أصـل الرسـالة المحمديـة التـي بعـث بهـا خاتـم النبييـن، تلـك الرسـالة التـي ختـم بهـا الله رسـالاته للبشـر لشـموليتها وعظمـة مـا تحملـه مـن قيـم ومعانـي سـامية. إنّ الســيّدة زينــب(ع) ســطّرت ملاحــم فــي عاشــوراء عجــز عــن الإتيــان بهــا بشـر، وحملـت علـى عاتقهـا أداء الأمانـة وتبليـغ الأهـداف، لـذا كان مـن المهـم جـداً التطـرق لهـذا الفصـل مـن حيـاة السـيّدة وهـو رحلتهـا مـن كربلاء إلـى الشـام. فرحلتهـا (ع) تزخـر بالعطـاء وخاصّـة عطائهـا فـي الخطـاب والتبليـغ كان لـه وقـع خـاص وأثـر بالـغ الأهميـة، فوجـب التفصيـل فـي خطبهـا عليهـا السلام؛ لأنهـا لا تنطــق عــن هــوى أو جهــل، ولأنهــا عالمــة غيــر معلمــة، وكان مــن الازم التطــرق للجـذور التاريخيـة للشـعوب التـي عنتهـم تلـك الخطـب ووجّهـت لهـم، ومـن ثـم توضيـح الربـط بيـن أصولهـم وثقافاتهـم وتربيتهـم وبيـن الكلمـات التـي نطقـت بهـا ابنـة أميـر المؤمنيـن، فـكل كلمـة فـي محلّهـا، وكل حـرف مسـتحق لموقعـه، ولتنـوع الأسـاليب والتخفيـف والتصعيـد مـن حـدة الـكلام، لـه أثـره البالـغ فـي تحصيـل النتائـج، فعلـى مقتضيـات أنثروبولوجيـا الشـعوب بُنِيـت الأسـاليب وتنوعـت فـي خطــاب الحــوراء (ع).
07 May |2024
كانـت القضيـة الحسـينيّة ولا تـزال حيّـة وتثير الإهتمـام عبـر التاريـخ، فمـا جـرى فـي سـاحة الطّـف مـن سـفك الدمـاء الطاهـرة وتضحيـة أهـل البيـت عليهـم السلام ليســت ســبباً لخلودها فقــط بــل تعتبــر حركة نســاء الطــف ولاســيّما زينــب (ع) رمـزا للخلـود وبقـاء النهضـة. فأكملـت زينـب(ع) هـذه الحركـة حيث أدت الـدور الرئيسـي أمـام الأعـداء الظالمين وجهـاء الأمـة- فـي تبيينهـا الأهـداف والحقائـق. ويركّـز المقـال علـى دراسـة الـدور الإعامـي لزينـب(ع) عبـر كلماتهـا بمـا خطبـت أمـام يزيد خطبـة غـراء، ويـدرس أسـاليب احتجاجهـا واقناعهـا وتبكيـت العـدو، ويبحــث عــن الخصائــص الحجاجيــة لهــذه الخطبــة مــن الناحيــة البلاغيــة والأسـلوبية، فتوصـل البحـث إلـى أن العقيلـة الهاشـمية بمنطقهـا الجزيـل وبقولهـا الفصــل ونطقهــا الفصيــح اســتدلت بالآيــات القرآنيــة والأحــداث التاريخيــة لتفضـح العـدو، وهـي تسـتخدم أسـاليب التقابـل والتضـاد لتنقـض نتيجـة المعركة وتسـتخدم سـلمية الخطـاب الإقناعـي التأثيريـة، لتثبـت أحقيـة أهـل البيـت (ع) وزيـف الأعـداء وأحاديثهـم الملفقـة لتقنـع المتلقي.
07 May |2024
إنّ الإسلام رفـع المـرأة، وجعـل لهـا تكليفـاً وشـرّفها كمـا الرجـل، إذا مـا قامـت بهــذا التكليــف إمتثــالا لأمــر الله. وجعــل أيضــا للمــرأة قــدوة تجعلهــا أمــام عينيهــا لتسـتمد منهـا القـوة والصمـود والعطـاء، فكانـت زينـب هـي وليـّة الله التـي جسـدت أعظــم قــدوة بعــد أمهــا الزهــراء سلام الله عليهــا، وحملــت مــن أعبــاء الرســالة مــا حملـت، وحولـت مظلوميتهـا إلـى انتصـارٍ يُعتـد بـه، وتعيـش بـه البشـرية علـى مـرور أزمنـة متتاليـة. تُعلّم زينـب بنـت علـي المـرأة، بـل الإنسـانية فـن وأسـلوب حسـن اسـتخدام الأشـياء حتـى لـو كانـت أسـراً واضطهـاداً وضربـاً وألمـاً، فـكل شـيء مـا زال فـي عيـن الله فهـو جميـل. إن الرؤيـة التـي قدّمتهـا زينـب سلام الله عليهـا فـي يـوم عاشـوراء ومـا تلاه هـي الرؤيــة القرآنيــة الإسلامية الصحيحــة، والمبــادئ التــي امتلكتهــا زينــب ومضــت عليهـا هـي مبـادئ الأنبيـاء والأوصيـاء والأوليـاء، ومـن يتخذهـا منصـور لا محـال، والعاقبـة للمتقيـن. واليــوم فــي خضــم الأوضــاع الراهنــة، إنّ دراســة شــخص زينــب مــن أهــم المهمــات، تحتاجــه المــرأة لتــؤدي تكليفهــا، والعالــم بحاجــة لأن يقــدم لــه قــدوة يقتــدي بهــا كزينــب، لتُعــاد صياغــة النفــوس والأرواح وإصلاحهــا، فالعالــم اليــوم يعيــش فــي متاهــة يحتــاج فيهــا لعلــم زينــب، ولإدراك زينــب، ولإدارة زينــب.